عدد المساهمات : 371 تاريخ التسجيل : 26/10/2009 العمر : 36 الموقع : السعوديه
موضوع: ماذا تعرف عن رونادينهو الأربعاء ديسمبر 30, 2009 2:48 am
إنه أكثر اللاعبين إثارة على أرض الملعب حاليا، مهاراته العالية وذكاؤه الشديد يجعلان منه ظاهرة غير مألوفة في عالم كرة القدم، رونالدينيو ليس مجرد لاعب عادي.. إنه أعجوبة كروية يصعب تكرارها ويكفي القول أن مارادونا سماه خليفة له.
استطاع هذا اللاعب أن يدون اسمه على لوح العظماء في برشلونة مثله مثل كرويف ومارادونا وروماريو وستويشكوف ورونالدو وريفالدو، أصبح النجم الاول للفريق الذي كان بحاجة لمن يقوده إلى درب الانتصارات، وها هو الآن يتوج بلقب أفضل لاعب في العالم للسنة الثانية على التوالي متفوقا على العديد من جهابذة كرة القدم أمثال لامبارد وإيتو وشفتشينكو وهنري وديكو ورونالدو وزيدان وغيرهم ممن يستطيع لفت الأنظار وخطف الأبصار كما لو كان في عالم آخر خاص به.
رونالدينيو مؤمن بموهبته الخارقة للعادة، وهو الذي اشتهر بتمريراته الساحرة بكعب قدمه ومراوغاته الشهيرة التي تجعلك تشك بوجود مغناطيس خاص في حذائه الرياضي يجذب الكرة كيفما تحركت، وإذا أمعنا النظر في بعض تمريراته نجد أن أسلوبه يشبه إلى حد ما أسلوب لاعب كرة السلة الأميركي ماجيك جونسون، حيث كان الأخير يقوم بتمرير الكرة عن طريق رميها في جهة والتوجه بنظره إلى جهة أخرى، وهو أمر يفعله رونالدينيو باستمرار، ويصف أسلوبه على أرض الميدان بالقول: أعمد في الملعب إلى الارتجال، الهداف عليه أن يقوم بذلك دائما، وهدفي ان أدهش الخصم وأفضل وسيلة لفعل ذلك يكمن في الابتكار، أحاول اختراع مراوغات جديدة وأعمل جاهدا لتطوير مستواي.
يتميز رونالدينيو (25 سنة) بحبه للعبة واستعداده لبذل المستحيل من أجل الخروج منتصرا على أرض المعركة، وهو يصف علاقته بالكرة قائلا: إني أعيش وآكل وأتنفس الكرة، ومثل جميع البرازيليين فقد ولدت وبين قدمي كرة قدم حتى أصبحت لاعبا محترفا في سن السابعة عشرة، ومنذ ذلك الحين وأنا أعمل وأبذل ما بوسعي من أجل هذه اللعبة، أعطني كرة وسأصبح أسعد رجل في العالم، المباريات متعة خاصة بالنسبة لي وكأن كل شيء يصبح أمامي كالسحر.
ولد رونالدينيو في مدينة بورتو أليغري عاصمة مقاطعة ريو دي جانيرو جنوب البرازيل، أبوه خواو كان يعمل لحاما بالإضافة لعمله كحارس ليلي لموقف السيارات التابع لستاد نادي غريميو، ومع بلوغ رونالدينيو الثامنة من عمره توفي والده، ووقع عقده الإحترافي الأول عام 1998 مع نادي غريميو الذي لعب له منذ أن كان عمره سبعة أعوام، ولعب في صفوفه 36 مباراة في الدوري البرازيلي على مدى أربعة مواسم سجل خلالها 13 هدفا لكنه ما لبث أن ترك الفريق بعد أقل من ثلاثة أعوام بسبب شهرته الواسعة حيث اختار العيش في فرنسا واللعب في صفوف باريس سان جرمان مقابل سبعة ملايين دولار اميركي، ورغم وصوله إلى العاصمة الفرنسية في ربيع عام 2001 إلا انه لم يستطع اللعب مع فريقه الجديد حتى آب/أغسطس من نفس العام بسبب خلاف على حفنة من "الفرنكات" بين غريميو وباريس سان جرمان.
كانت بداية رونالدينيو مع الفريق الباريسي بطيئة نوعا ما، حيث تأخر في التأقلم قليلا مع طبيعة الكرة الأوروبية، لكنه سرعان ما تعدى تلك المرحلة وأصبح واحدا من أهم لاعبي الفريق بفضل مهاراته في المرواغة ودقته في التسديد، وفي أول موسم له سجل تسعة أهداف مما أمن له مكانا دائما في منتخب البرازيل، لكنه تعرض للانتقاد بسبب سلوكه الذي ينم عن قلة خبرته وعدم نضجه حيث كان يبدي اهتماما للمباريات الكبيرة فقط في الدوري الفرنسي، وكان يعبر عن عدم اكتراثه باللعب أمام الفرق الضعيفة، وتميز بكثرة السهر في الحانات الليلية وبعلاقته السيئة مع مدرب الفريق حينها لويس فرنانديز حيث هدد في إحدى المرات بترك الفريق إذا لم تتم إقالة المدرب، وقبل مباراة باريس سان جرمان أمام لينس في الدوري الفرنسي قام رونالدينيو باصطحاب فتاة مشبوهة إلى غرفته في أحد الفنادق مما أثار غضب فرنانديز الذي قرر عدم إشراكه في اللقاء لكنه لعب بضغط من مسؤولي النادي، خسر الباريسي حينها (3-2) وبعد انتهاء المباراة دخل رئيس النادي إلى غرفة تغيير الملابس لتهنئة رونالدينيو وحده!
وفي موسمه الأخير مع الفريق تأخر رونالدينيو عن الإنضمام للتدريبات خمسة أيام بعد العطلة الشتوية بحجة أنه كان يعاني من مشاكل في أسنانه الشهيرة فتم تغريمه مبلغ 1300 جنيه استرليني لكنه هذه المرة منع فعلا من اللعب بقرار من فرنانديز الأمر الذي دفع رئيس النادي حينها لوران بيربيرت إلى القول بأنه يفضل نجمه البرازيلي على المدرب علما بأنه تم إقالة بيربيرت من قبل مجلس إدارة النادي بسبب تعلقه الشديد بلاعبه في نهاية الموسم، وبعد ذلك انتقل رونالدينيو للعب مع "البارسا" مقابل 40 مليون دولار في صفقة اعتبرت بنظر الكثيرين الأبرز في تاريخ النادي الكاتالوني، ويمكن القول أن انتقال رونالدينيو إلى فرنسا لم يكن ناجحا ورغم ذلك استطاع تسجيل 17 هدفا في أكثر من 50 مباراة لعبها في الدوري، ويقول اللاعب البرازيلي عن الفترة التي قضاها في نادي العاصمة الفرنسية: لم تكن الفترة التي لعبت فيها مع باريس سان جرمان مضيعة للوقت، الكرة الفرنسية أعطتني الفرصة لأنضج أكثر من ذي قبل وأنا ممتن لها.. لكن الأمر في برشلونة مختلف تماما، الملعب.. الجمهور.. حب الناس كرة القدم.
منذ أن وصل مدينة كاتالونيا، بدأ رونالدينيو في إبهار كل من يقابله سواء بسحره مع الكرة أو بابتسامته الشهيرة التي تبعث الراحة في النفوس، كانت بداية برشلونة متعثرة في الدوري الإسباني، ولولا رونالدينيو نفسه لتعرض الفريق إلى الكثير من الإحراج، وفي إحدى الليالي في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، غربل رونالدينيو أربعة مدافعين من اشبيلية وسدد كرة قوية اصطدمت بالعارضة ودخلت المرمى ثم ركض سريعا مملوءا بفرحة هيستيرية، تلك اللحظة كانت ميلاد بطل قومي جديد في مقاطعة كاتالونيا.
وفي القسم الثاني من الدوري انتقل إلى الفريق النجم الهولندي إدغار ديفيدز ليحدث التوازن المطلوب في التشكيلة، ويعطي اللاعب البرازيلي الحرية الكاملة في التحرك يمينا وشمالا، فكان رونالدينيو بحق أفضل لاعب في الليغا الإسبانية وصعد بفريقه إلى المركز الثاني في نهاية الموسم الذي أحرز فيه 15 هدفا، وقد غاب عن لقاء "الكلاسيكو" الأول بين ريال مدريد وبرشلونة على ملعب نو كامب، لكنه عاد ليلعب في لقاء الإياب بملعب سانتياغو بيرنابيو وقاد فريقه للفوز حينها.
وبدأ رونالدينيو الموسم التالي بقوة حيث استطاع بمساعدة كوكبة النجوم البارزة في برشلونة مثل إيتو وديكو وجولي وتشافي من تسلق سلم الترتيب في الدوري ليصل القمة ويحرز اللقب المحلي الغالي، كما أن أداء برشلونة في دوري أبطال أوروبا كان راقيا رغم خروجه من الدور الثاني على يد تشلسي الانجليزي.
وفي الموسم المنصرم قدم رونالدينيو أجمل موسم له على الإطلاق بعدما قاد برشلونة للاحتفاظ بلقب الدوري الاسباني بفارق شاسع عن أقرب منافسيه ريال مدريد الذي سجل رونالدينيو في مرماه هدفين على ملعب سان بيرنابو، ثم قاد النادي الكاتالوني لأغلى الألقاب على الإطلاق.. دوري أبطال أوروبا، علما بأنه أفضل لاعب في العالم لعام 2005 وأفضل لاعب في أوروبا لنفس العام.
لفت رونالدينيو الأنظار عام 1997 في بطولة كأس العالم للناشئين (تحت 17 سنة) في القاهرة مع المنتخب البرازيلي الذي توج بطلا للمسابقة، ولعب مباراته الدولية الأولى مع المنتخب البرازيلي الأول في السادس والعشرين من حزيران/يونيو عام 1999 أمام المنتخب اللاتفي، ثم شارك في كأس أميركا الجنوبية "كوبا أميركا 1999" التي جرت في باراغواي، وهناك سجل هدفا لن يمحى من ذاكرة الملايين من عشاق الكرة البرازيلية في مرمى المنتخب الفنزويلي حيث رفع الكرة من فوق أحد المدافعين بكعب قدمه ثم راوغ مدافعا آخر وكأنه غير موجود وأذل الحارس بنهاية رائعة للكرة في الشباك، ومن هنا بدأ الناس في كل مكان يقارنوه بملك الكرة البرازيلية بيليه.
مسلسل التألق الخاص برونالدينيو استمر مع المنتخب الأصفر، ففي عام 2000 توج هدافا لكأس القارات برصيد ستة أهداف، كما توج هدافا للتصفيات الأولمبية في أميركا الجنوبية برصيد تسعة أهداف، وتم مقارنته في تلك الفترة بروماريو الذي يعتبر مثله الأعلى، وساهم اللاعب الموهوب في تأهل بلاده إلى كأس العالم 2002، وقبل بداية المونديال فوجئ عشاق الكرة البرازيلية باستبعاد النجم المخضرم روماريو من تشكيلة المنتخب البرازيلي، وكان الجميع ينتظر رؤية ثنائي هجوم أطلق عليه اسم "رو-رو" نسبة إلى رونالدو وروماريو، واستبعدوا نظرية الثنائي "رونالدو-ريفالدو" لأن الأخير كان يغفل في بعض الأحيان وجود زملائه حوله، لكن عزاء جماهير السامبا الوحيد كان وجود الجوهرة رونالدينيو الذي استطاع أن يخطف الأنظار بمهاراته وأسلوبه المميز على أرض الميدان، وبعد تلك البطولة أعلن عن ميلاد ثنائي جديد اسمه "رونالدز" نسبة إلى صاحب الأسنان الأمامية البارزة وصاحب الشفاه الغليظة.
وفور بدء المباراة الاولى لمنتخب "السامبا" في مونديال (اليابان – كوريا الجنوبية)، بدأ رونالدينيو يسحر النقاد والمتابعين بأداء من الطراز الرفيع جعله فاكهة الفريق ونكهته الشهية، وأمام الصين سجل هدفا من ركلة جزاء، لكن البصمة التي يتذكرها الجميع كانت أمام بيكام ورفاقه الانجليز في الدور ربع النهائي، حيث استطاع أن يحتفظ بالكرة ويراوغ ريو فيرديناند بطريقة رائعة قبل ان يمرر كرة من ذهب إلى ريفالدو الذي أودعها في الشباك، وبعد ذلك سجل هدفه الأغلى مع منتخب بلاده من ضربة حرة غريبة تهادت في المرمى من فوق الحارس سيمان الذي وقف مذهولا، لكن فرحة الشاب البرازيلي لم تدم طويلا حيث تلقى بطاقة حمراء إثر مخاشنته داني ميلز، مما أدى إلى حرمانه من اللعب في قبل النهائي أمام تركيا، وعاد رونالدينيو في المباراة النهائية وقدم أداء ممتعا وساهم في الانتصار الذي أهدى للبرازيليين الكأس على حساب ألمانيا.
وكان رونالدينيو قائد المنتخب البرازيلي الفائز بكأس القارات العام الماضي في ألمانيا، وساهم إلى جانب زملائه رونالدو وأدريانو وكاكا وروبرتو كارلوس وروبينيو في تأهل البرازيل بسهولة إلى نهائيات كأس العالم 2006.
وتكن الجماهير الإنجليزية كرها شديدا لرونالدينيو ليس فقط لأنه ساهم في إخراجهم من الدور ربع النهائي في كأس العالم 2002، بل لأنه وعد محبي مانشستر يونايتد باللعب في صفوف النادي الشهير بعد أن ذكر أنه جاهز للإنتقال وأن المان يونايتد هو النادي الذي يريد بشغف أن ينضم إليه، وبعد أسبوع واحد من ذلك قال رونالدينيو "أنا في غاية السعادة لوجودي هنا، لقد أردت اللعب في صفوف برشلونة منذ نعومة أظافري" وهذا الامر زاد من حقد الجماهير والصحافة الإنجليزية عليه حيث اتهمته بالخداع وكثرة الكلام.
وبشكل عام يقول رونالدينيو عن علاقته بمنتخب بلاده: بالنسبة لي فإن اللعب مع المنتخب البرازيلي يعد أهم شيء على الإطلاق.
الموهبة ليست بالشيء الغريب على عائلة رونالدينيو، فأبوه مارس كرة القدم، ونفس الأمر ينطبق على أخيه روبرتو الذي استمتع بفترات ناجحة مع فريق غريميو وكاد أن يصبح نجما كبيرا لولا كثرة الإصابات التي ألمت به، فكان أمرا طبيعيا أن يصبح رونالدينيو ممارسا محترفا لهذه اللعبة، وهو يتمتع بعلاقة ناجحة مع أخيه الذي يدير أعماله أيضا، وقال عنه ذات مرة: إنه يلهمني على الدوام كان يحثني على بذل المزيد سواء في الملعب أو في البيت.
ويكن رونالدينيو حبا كبيرا لوالده المتوفى، وفي كل مرة يسجل فيها هدفا يرفع يديه نحو السماء في إشارة إلى روحه، ويقول اللاعب البرازيلي: والدي موجود بجانبي ويساعدني على الدوام، مازال خالدا في ذاكرتي.
ورونالدينيو سعيد في كاتالونيا، وفور انتهاء الموسم قبل الماضي قام بتجديد عقده منهيا كل الإشاعات التي دارت حول امكانية انتقاله إلى امبرطورية ابراموفيتش في تشلسي، لكنه عاد مؤخرا ليقول أن حلم اللعب في الدوري الإنجليزي يراوده منذ زمن بعيد، وأنه يأمل باللعب لمصلحة تشلسي في المستقبل، عموما فإن من يريد الإستفادة من خدماته عليه أن يدفع مبلغ خيالي يقدر بـ150 مليون يورو!
ولعل أبرز من هو سعيد بموهبة رونالدينيو هو مدربه الهولندي فرانك ريكارد الذي قال عنه في إحدى المناسبات: عندما يكون لديك لاعب مثله، يجب أن تعطيه كامل الصلاحية داخل الملعب، أنا لا اعطيه أية توجيهات، الأمر عائد له ما إذا أراد اللعب يمينا أو شمالا أو وراء المهاجمين، وقدرته على خلق الفرص لزملائه تذهلني بعد كل مباراة.
ويتمتع اللاعب البرازيلي بموهبة تنفيذ الضربات الحرة، وطقوس رونالدينيو في التسديد تكان تكون خاصة واستثنائية، حيث ينظر للكرة بإمعان ثم يتجه بنظره إلى المرمى.. يحرك شفتيه بطريقة غريبة، ثم يسدد بكل هدوء.
ويحب رونالدينيو الاستمتاع بحياته أينما ذهب، فهو كثير المزاح ويساعد على خلق أجواء المرح في معسكرات فريقه، كما أنه مشاكس من الدرجة الأولى وأثناء تصويره إحدى الدعايات التلفزيونية مطلع عام 2004 في البرازيل، أستغفر اللهر رونالدينيو دون قصد شباكا في كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا الشهيرة، ووجوده في الملعب مصدر اطمئنان لزملائه، فهو يشجعهم بطرق غير مألوفة على بذل المزيد وكأنهم أبناؤه! وهو يقول عن ذلك: عندما ألمسهم فإنني أزرع الطاقة في أجسامهم!
ورغم ذلك فإن البعض منهم يشكك في قدرته على الاستمرار في التألق وقال عنه زميله السابق ونجم ليفربول حاليا لويس غارسيا ذات مرة: سيأتي يوما تختفي فيه خدع رونالدينيو مرة واحدة، وقتها سينهار ستاد نو كامب.
وهو إنسان غاية في التواضع رغم اتهامه بالتكبر في بعض الأحيان، ويحب أمه لدرجة لا توصف حيث يصطحبها معه في الكثير من الأماكن، وقال رونالدينيو حول اعتباره واحدا من عظماء اللعبة: أن تكون لاعبا جيدا فإنه أمر رائع، لكن المقارنة مع مارادونا وزيدان وفان باستن أمر بعيد تماما!
وأخيرا فإن اللاعب البرازيلي يعلم أن ابتسامته هي إحدى أسرار شهرته الواسعة، بل تعوض الوسامة التي لا يتمتع بها، وإدارة ريال مدريد تعض أصابعها ندما على عدم ضمه مفضلة وسامة وجاذبية الإنجليزي بيكام، ويقول عن ذلك مازحا: أنا بشع.. لكني أملك بعضا من السحر والجاذبية أيضا